معظم الأمريكيين يشعرون بالتشاؤم بشأن الاقتصاد على الرغم من انخفاض التضخم والبطالة وهذا هو السبب

أفاد استطلاع جديد أجرته Associated Press ومركز أبحاث الشؤون العامة NORC أن معظم الأميركيين لديهم نظرة قاتمة بشأن الاقتصاد على الرغم من وصول التضخم إلى أدنى مستوى له منذ عامين ونصف، وانخفاض معدل البطالة إلى أقل من 4% لفترة طويلة لم تشهدها البلاد منذ الستينيات.

وفقاً للاستطلاع وصف حوالي ثلاثة أرباع المشاركين الاقتصاد الأمريكي بأنه فقير، وقال الثلثان تقريباً إن نفقاتهم ارتفعت، بينما أشار الربع فقط أن دخلهم قد انخفض بشكل كبير جداً ولم يعد يواكب ارتفاع الأسعار.

من الجدير بالذكر أن هذه النتائج تشكل تحدياً سياسياً للرئيس جو بايدن في الوقت الذي يستعد فيه لحملة إعادة انتخابه، حيث تظهر استطلاعات الرأي باستمرار أن معظم الأميركيين لا يوافقون على طريقة تعامل بايدن مع الاقتصاد.

يقول الخبراء الإقتصاديون أن أهم العوامل الكامنة وراء هذا التشاؤم هو الآثار المالية والنفسية المتبقية لأسوأ موجة من التضخم منذ أربعة عقود، بالإضافة إلى أن العديد من السلع والخدمات لا تزال أغلى بكثير مما كانت عليه قبل ثلاث سنوات فقط على الرغم من تباطأ التضخم.

في غضون ذلك تقول Lisa Cook، عضو مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، أن معظم الأميركيين لا يبحثون فقط عن تراجع التضخم أي تباطؤ ارتفاع الأسعار، بل يبحثون عن الانكماش ويريدون أن تعود الأسعار إلى ما كانت عليه قبل الوباء، وخاصة أسعار السلع والخدمات الأساسية، مثل الخبز ولحم البقر وغيرها من منتجات البقالة، بالإضافة إلى تكلفة الإيجار.

في السياق نفسه يقول الاقتصاديون أن الهدف هو أن ترتفع الأجور بشكل أسرع من ارتفاع الأسعار حتى يظل المستهلكون في المقدمة، إلا أن مدى نجاح الدخول المعدلة حسب التضخم منذ تفشي الوباء كان سؤال معقد دائماً.

InterServer Web Hosting and VPS

تجدر الإشارة إلى أن هناك عوامل أخرى أيضاً تلعب دوراً في سبب عدم رضا الكثير من الناس عن الاقتصاد والحزبية السياسية هي واحدة منها، حيث أنه منذ تولي بايدن للرئاسة فإن الجمهوريين كانوا أكثر احتمالاً من الديمقراطيين لوصف الاقتصاد بأنه فقير.

وقد أكدت على ذلك Karen Dynan، الخبيرة الاقتصادية في جامعة هارفارد، وقالت أن التقلبات الواضحة في المعنويات الاقتصادية تحدث بعد تنصيب رئيس جديد، حيث يتحول الناخبون من الحزب المعارض للرئيس بسرعة إلى وجهة نظر أكثر سلبية، مشيرةً إلى أن الانقسام الحزبي الأن هو أقوى مما كان عليه من قبل، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن البلاد أصبحت أكثر استقطاباً.

هذا وقد أوضح Brad Hershbein كبير الاقتصاديين في معهد Upjohn أن البيانات الوطنية الواسعة لا تعكس تجارب الأميركيين العاديين، وربما يكون معظم الناس قريبين جداً مما كانوا عليه قبل الوباء ولكن هناك الكثير من الاستثناءات.

على سبيل المثال، حصل الأمريكيون ذوو الدخل المنخفض عموماً على أكبر نسبة مئوية من مكاسب الأجور منذ الوباء، لكنهم يواجهون بالمقابل معدل تضخم أعلى، لأنهم ينفقون نسبة أكبر من دخلهم على نفقات متقلبة مثل الغذاء والغاز والإيجار، وهي العناصر التي شهدت ارتفاعاً كبيراً في الأسعار.

يمكن القول أخيراً أن كره الناس للتضخم بشكل أكبر مما قد يوحي به تأثيره الاقتصادي، وفقدان معظمهم الأمل في أن تواكب رواتبهم ارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية المستمر رغم انخفاض التضخم، هي أسباب حقيقية كامنة وراء استياء معظم الأمريكيين بشأن الاقتصاد.

The post معظم الأمريكيين يشعرون بالتشاؤم بشأن الاقتصاد على الرغم من انخفاض التضخم والبطالة وهذا هو السبب appeared first on Montreal daily.

تابعونا على وسائل التواصل

انشر الموضوع

Save on your hotel - hotelscombined.com

تفضلوا بالانضمام الى صفحتنا على الفيسبوك للاطلاع على آخر اخبار الموقع