قالت عائلة مسلمة تقيم في شرق مدينة تورنتو إنها لم تعد تشعر بالأمان في حيّها بعدما تعرضت لسلسلة من الحوادث المعادية للإسلام على مدار أربعة أشهر.
ووقعت الحادثة الأولى في 29 مارس، الذي صادف اليوم الأخير من شهر رمضان، عندما حاول رجل، وفقا للشرطة، اقتحام منزل العائلة الواقع في منطقة Upper Beach.
وقالت ماريكارمن لارا فيانويفا إن الرجل، الذي يعيش في المنطقة، توجه إلى باب منزلها في حوالي الساعة 5:30 صباحا، مرددا عبارات معادية للإسلام وتهديدات أثناء محاولته كسر الباب.
وكانت العائلة المكونة من ماريكارمن وزوجها خورام شهزاد وطفليهما في الداخل وقت الحادث.
كما أشارت لارا فيانويفا إلى أن السبب في استهداف منزلهم ربما يعود إلى وجود مجسّم مسجد قابل للنفخ وضوء نيون كُتب عليه “رمضان كريم” في حديقة المنزل الأمامية.
بدورها، أكدت شرطة تورنتو أن مشتبها به يُدعى كريستوفر راندوفيتش “53 عاما”، أُلقي القبض عليه بعد فترة وجيزة، ووجهت إليه تهمة التهديد بالقتل أو الأذى الجسدي وبالتخريب.
وذكرت الشرطة أن وحدة مكافحة جرائم الكراهية أُبلغت بالحادث وساعدت في التحقيق.
لكن لم تتوقف الحوادث عند هذا الحد، فبعد أقل من أسبوعين، قالت لارا فيانويفا إن امرأة من الجيران اقتربت منها وأطلقت تعليقات معادية للإسلام، متهمة إياها بالإرهاب بسبب لافتة مؤيدة لفلسطين كانت موضوعة في الحديقة الأمامية لمنزلها.
كما أبلغت العائلة شرطة تورنتو، التي أكدت وجود بلاغ مسجل عن الواقعة، لكنها لم توجه أي تهم حتى الآن.
وفي تطور لاحق، قالت الشرطة إن المشتبه به الذي أُوقف في مارس انتهك شروط الإفراج عنه مرتين منذ ذلك الحين.
والأولى كانت في 10 مايو، حينما هدد بحسب ما ورد بقتل لارا فيانويفا وأحد الجيران.
أما الثانية فكانت في 16 يوليو، عندما صرخ من منزله المجاور على شهزاد واقترب منه، في خرق واضح لشروط الكفالة، بل وجه أيضا تعليقات معادية للإسلام لأحد الضباط عند توقيفه، بحسب العائلة.
كما قالت لارا فيانويفا لـ CP24: “اضطررنا للتأقلم مع الحياة في ظل الخوف، لكن إلى متى يمكننا الاستمرار على هذا النحو؟ لقد اتخذنا إجراءات لحماية أنفسنا، لكن الأمر مرهق ومستنزف.. هذا منزلنا ومجتمعنا”.
تجدر الإشارة إلى أن تورنتو سجلت 443 جريمة كراهية العام الماضي، بزيادة قدرها 19% مقارنة بعام 2023.
ورغم إعلان الشرطة في مايو أن عدد الجرائم ذات الدوافع الكراهية انخفض بنسبة 47% في بداية 2024 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، فإن ذلك لم يبعث كثيرا من الطمأنينة في نفوس عائلات مثل عائلة لارا فيانويفا.
وأضافت أنها أصبحت تخرج وتدخل من الباب الخلفي للمنزل، وترتدي سترة بغطاء رأس لإخفاء هويتها، وقررت العائلة تركيب نظام كاميرات مراقبة.
أما زوجها الذي يسافر أحيانا للعمل، فقال إن هذه الحوادث جعلته يتردد في مغادرة المنزل، خوفا على زوجته وأطفاله.
كما ذكر: “أصبحت أشعر بالتوتر كلما ابتعدت عن البيت.. لقد أثّر هذا الأمر على عائلتي ومنزلي”.
وقالت لارا فيانويفا إنها تواصلت مع الشرطة وعدد من المسؤولين المنتخبين محليا لطلب المساعدة، لكنها لم تتلق الكثير من الدعم.
وأشارت إلى أن عضو المجلس المحلي براد برادفورد وعد بعقد اجتماع مجتمعي لمناقشة السلامة، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.
وردّ برادفورد في رسالة عبر البريد الإلكتروني لـ CP24 قائلا: “الإسلاموفوبيا غير مقبول إطلاقا في مجتمعنا وفي بلدنا، ولكل فرد الحق في الشعور بالأمان داخل منزله، وممارسة دينه بحرية ودون خوف من العنف.. أدين بشدة ما حدث، وواصلت العمل مع العائلة والشرطة المحلية وفرق مكافحة الكراهية لضمان سلامتهم”.
من جانبها، قالت النائبة عن منطقة Beaches-East York في البرلمان المحلي لأونتاريو، ماري مارغريت ماكماهون، إنها ومكتبها على دراية بالحوادث، ووصفتها بأنها “غير مقبولة”.
وتابعت: “نحن ملتزمون بإيجاد حلول للحوادث العنصرية والأنماط الأوسع من التمييز.. كل فرد يستحق أن يشعر بالأمان في منزله وفي مجتمعه”.
وأوضحت شرطة تورنتو أنها وجهت 209 تهم جنائية بدوافع الكراهية في عام 2024، مقارنة بـ 156 تهمة في 2023.
وشملت أكثر المجتمعات استهدافا، اليهود، والمثليين والمتحولين (LGBTQ+)، والسود، والمسلمين.
وقالت لارا فيانويفا وزوجها إنهما قررا مشاركة قصتهما علنا بهدف رفع الوعي بخطورة العنصرية المعادية للمسلمين، وتشجيع الآخرين على الإبلاغ، ودعم المجتمعات المتضررة من التمييز.
واختتمت بالقول: “الموضوع لا يتعلق بنا فقط.. هناك عائلات أخرى مسلمة ومجتمعات عنصرية أخرى تتأثر، كما أن الأمر يتعلق أيضا بتحسين الدعم النفسي لمن يعانون من أمراض عقلية”.
اقرأ أيضا:
دراسة جديدة تكشف عن أطعمة شائعة قد ترتبط بزيادة خطر سرطان الرئة
بنك كندا يثبت سعر الفائدة الرئيسي.. ويطرح 3 سيناريوهات محتملة للاقتصاد
تابعونا على وسائل التواصل
